الريجيم الصحى المتوازن
ظاهرة الزيادة في الوزن أو ما يعرف بالسمنة مستمرة بين عامة الناس في
الكويت وخاصة السيدات أكثر من الرجال . واللياقة البدنية والصحية في انحدار
شديد بدليل مؤشرات الأمراض كأمراض القلب والسكري وضغط الدم المرتفع ،
وزيادة نسبة الوفيات بين الناس وخاصة في سنوات مبكرة من العمر ، مما أثار
انتباه بعض الناس في تنظيم أسلوب حياتهم اليومية سواء بتناول الأغذية
الصحية المتوازنة أو بممارسة الحركة البدنية لاكتساب اللياقة البدنية
والصحية والمحافظة على الوزن والرشاقة والقوام ونشاط وحيوية وتناسق الجسم .
لا تصدق الإعلانات:
-------------------
وهناك كثير من الوسائل والطرق والأساليب التي تملأ سوق الريجيم الغذائي
المحلي من خلال الدعاية التجارية عبر الصحف والإعلام من أجل تحقيق الرشاقة
والنحافة وتخفيف الوزن والمحافظة عليه ، فالمحاليل والمركبات والأدوية
والمساج والتدليك والسونا والأجهزة الالكترونية والأندية الصحية واستخدام
الليزر حديثا والعمليات الجراحية وأشياء موضوعية أخرى تعمل كلها على شحذ
الأذهان وسلب الجيوب وكسب الأموال ، وقد تحقق هذه الوسائل بعض الشيء من
خلال نتائج ثانوية ضئيلة وموضوعية مؤقتة ، ولكن لا تحقق النحافة والمحافظة
على الوزن على طوال الزمن وحتى وإن حققت إحدى هذه الطرق والأساليب نتائج
إيجابية فعالة في تخفيف الوزن فإن الثمن يكون غالبا ومرتفعا جدا من الناحية
المادية والصحية على الإنسان .
الرياضة والتغذية الصحية :
---------------------------
والطرق إلى اللياقة البدنية والصحة العامة لا يمر بالريجيم أو التخسيس
والذي يحرم فيه الجسم من المواد الغذائية الأساسية والصحية المطلوبة لتوفير
الطاقة للعمليات البيولوجية والفسيولوجية والنمو حيث يبدأ الجسم باستهلاك
مادة " الجلايكوجين " قبل استهلاك المادة الشحمية " الدهون تحت الجلد "
المحروقة في الجسم للحصول على الطاقة المطلوبة لتوفير الطاقة للعمليات
البيولوجية والفسيولوجية والنمو حيث يبدأ الجسم باستهلاك مادة "
الجلايكوجين " قبل استهلاك المادة الشحمية " الدهون تحت الجلد " المحروقة
في الجسم للحصول على الطاقة المطلوبة وتتكون مادة الجلاكويجين من نشا
حيواني يحصل عليه الجسم من تناوله الأغذية الغنية بالمواد الكربوهيدراتية
مثل الحبوب والبقول و البطاطا والرز و المعجنات والمكرونة والخبز ،ويكون
على شكل رسائل في العضلات والكبد .
فالرجيم أو التخسيس بدون ممارسة النشاط الرياضي وبدون مراعاة التغذية
الصحية والمتوازنة واحتياجات الجسم اليومية يؤدي فعلا إلى إنقاص الوزن
وبسرعة فائقة جدا والذي يكون أساسه أولا فقدان الماء أو السوائل الموجدة
بالخلايا المحيطة بأعضاء الجسم الحيوية الداخلية والدم مما يكون ما له أثر
ونتائج عكسية ، مثل انخفاض مستوى ونسبة السكر في الدم وتخثر الدم والشعور
بالضيق والقلق والإرهاب والتعب والتعاسة وإنهاك وفقدان الحيوية والنشاط طول
اليوم عند أداء الأعمال اليومية لافتقار الجسم من الطاقة وسوء التغذية ،
مثل هذا النوع من الريجيم أو التخسيس له آثار جانبيه مؤقت في فقدان الوزن
ويكون مضيعة للوقت والصحة والمالي لأنها لن تطول وسرعان ما يستعيد الجسم
الوزن المفقود إلى طبيعته .
إذ بعد فقدان الجسم السوائل يبدأ في استهلاك المواد الدهنية " الشحوم "
التي تحيط بالأجهزة الحيوية الداخلية كالقلب والرئتين والكبد والأحشاء
والرحم والغدد الأخرى والتي وظائفها المحافظة على هذه الأجهزة من الصدمات
الخارجية مما يسبب لها ضعفا عاما وهبوطا من مكانها والتأثير في وظائفها
الفسيولوجية والحيوية .
لكي تعيش أطول :
-----------------
وأما عند إتباع أسلوب وإستراتيجية التوازن الغذائي والرياضي الحديث فيؤدي
إلى المحافظة على الوزن مدى الحياة إذا استمر الإنسان في تنظيم أسلوب حياته
اليومية من طريقة التغذية الصحية المتوازنة بتناول كل ما يحتاجه الجسم من
المواد الغذائية الطازجة والسهلة والبسيطة في الهضم والامتصاص وكذلك من حيث
الكمية والنوع ، وتجنب الإفراط الغذائي في المواد الغذائية مثل الدهون
والسكريات والحلويات واللحوم والمكونات والمنتوجات الحيوانية ذو سعرات
حرارية عالية ومرتفعة ، والابتعاد عن جداول الريجيم والتخسيس المستورد ،
وممارة الرياضة اليومية والتي تناسب قدرات الفرد من حيث الشدة والحمل
وفترات التدريب ونوع الرياضة مثل المشي والجري والسباحة والدراجة ونط الحبل
وأدائها لمدة " 45" دقيقة على الأكثر "3" أيام في الأسبوع الواحد حتى
يتمكن الجسم من تصريف السعرات الحرارية الزائدة ويضمن للأعضاء الداخلية
أداء وظائفها باتزان مما يساعد الجسم على اكتسابه حيوية ونشاطا .
وأخيرا يجب أن نعرف أن برنامج التوازن الغذائي والرياضي لا يهدف فقط إلى
فقدان الوزن والقضاء على السمنة أو الدهون من الجسم ، ولكن لاكتساب اللياقة
البدنية والصحة العامة وتغير نظرة الإنسان في سلوكه اليومي في الحياة وأن
نؤمن أخيرا بأن فقدان الوزن يجب أن يتم ببطء وأن تصبح ممارسة الرياضة
والحركة البدنية من عاداتنا اليومية ، لأن زيادة الوزن والسمنة لا تأتي بين
يوم وليلة وإنما تأتي عبر شهور وسنوات ، لهذا يجب الصبر والإرادة والكفاح
والمثابرة والإخلاص والصدق عند إتباع الأسلوب الغذائي الصحيح وتغير العادات
اليومية بالحركة والنشاط