قصة تتكرر في بيوت كثيرة : زوجين متزوجين من أكثر من 10 سنين
حياتهم هادئة سعيدة . الزوج رجل فاضل شهم متدين محب لاسرته و زوجته
حنون و كريم لاقصى درجة . الزوجة مخلصة و متفانية في خدمة زوجها و اولادهم
كانت حياتهم حلم جميل و انقلب فجأة الى كابوس فظييييييييع
الزوجة تلاحظ انه زوجها متغير......... شوية بشوية بيبعد عنها
و تكتشف المأساة
الراجل المحترم المتدين ادمن مشاهدة المواقع الاباحية
لأ و كمان بيعمل شات مع بنات ساقطات غير محترمات
و سهران طول الليل على النت في غفلة منها
تنهار الزوجة و تواجهه ....... ينكر بشدة .....يثور ......يتمادى اكثر مما سبق
و الزوجة المسكينة خائفة على بيتها من الانهيار نفسها تستعيد زوجها من القذارة ....
نفسها تنقذه من ذنوبه و من عذاب الله ..........
هي دي اللي بيسموها (( أزمة منتصف العمر ))
و من مظاهرها الرغبة في استعادة حالة التوهج العاطفي و الجنسي , خاصة شعور
الرجل انه بيقرب على الاربعين . وان قطار الشباب قرب يفوته . و كأنه من
جواه نفسه يلحق آخر فرصة قبل ما يدخل عالم الكهولة و الكبر .
وممكن يكون تدينه منعه من التورط في علاقات حية في عالم الواقع , و لقى
البديل في العلاقات الالكترونية , لأنه يتخيل انها أكثر امانا أو أقل من
ناحية الحرمة الشرعية. لأنه بيعمل كل اللي عايزه و هو متخفي وراء شاشة لا
حد شايفه و لا حد عارفه .
وممكن يلاقي لنفسه تبريرات كثيرة للي بيعمله تسهل له الاستمرار في سلوكه
و ده بيقع فيه كثير من المتدينين الايام دي للأسف
و هو يهرب من كونه زوج من أكثر من 10 سنين و اب فاضل محترم
و يحاول أن يعيش مراهقة ثانية يمارس فيها علاقات عاطفية و جنسية الكترونية
و يتعلق بها تعلق ادماني و تتغير ملامح شخصيته مع الوقت و يبقى زي طفل
اتعلق بلعبة و ما يقدرش يستغنى عنها , أو زي مراهق سايب واجباته الدراسية و
حياته الاجتماعية و اتفرغ لحب البنت اللي اتعلق قلبه بيها .
و لما انكشف امره و واجهته زوجته ممكن يكون حس بالندم و حاول انه يبطل فعلا
و لكنه ما وفاش بوعده لانه ببساطة سقط في هاوية الادمان الالكتروني
و دي حالة ادمان حقيقية بتحصل نتيجة للي بيلاقيه على الشاشة من ابهار و جاذبية الكلمة و الصورة و الحركة و الصوت .
و مع تكرار الابهار بتحرك مراكز الشعور باللذة في المخ ( مراكز التعزيز)
و تنشط المراكز دي و تطلب المزيد و المزيد من المؤثرات الممتعة
وشوية بشوية يفقد القدرة على السيطرة ( زيه زي اي مدمن ) و يبقى محتاج الى
قوة خارجية تساعده في السيطرة على ادمانه
هنا يجي دور الزوجة المحبة الوفية و الخطة اللي هي
1-أول خطوة في العلاج :افتكري ان بينكم رصيد من الحياة السعيدة السوية على
مدى سنين زواجكم , كان زوجك فيها نعم الزوج . عشان كده حاولي معاه مرة
تانية . ولكن المرة دي من باب الحب مش من باب الغضب او الغيرة.
قربي منه و حسسيه بحبك و اشفاقك على صحته و سلامته و على دينه
كأنه واحد من ولادك و غلط . و اعملي كده من وقت لآخر بس بدون ضغط أو الحاح جامد منك . وبعدين سيبيه واديه فرصة انه ضميره يصحى .
2-في فترة الهدوء دي ( و في غيرها كمان) بطلي و تجنبي متابعة المواقع اللي
بيدخل عليها . اولا لأن ده بيحرك مشاعر غضبك تجاهه و اشمئزازك منه و بيعطل
مشاعرك الايجابية ناحيته و حيعمل بينكم حاجز مش حتقدري تتخطيه . غير كده
التتبع ده حرام و منهي عنه شرعا (لاتجسسوا و لا تدابروا) (من اطلع في كتاب
أخيه بغير علمه فكأنما اطلع في النار )
3-اذا توقفتي عن تتبعه ممكن ساعتها تقدري تستعيدي دورك الانثوي معاه
عاطفيا و جنسيا .مع ابداء استعدادك لممارسة كل صنوف الحب المباحة معاه بشكل
اكثر تجديدا و مرونة من الأول.مش ممكن يكون حس بالملل من التكرار النمطي
للعلاقة بينكم؟أو تكوني انشغلتي اكثر من اللازم بدورك كأم ؟و أثر ده على
توهجك الانثوي فراح هو يدور على التجديد و الاثارة على شاشة الكمبيوتر ؟
4-حاولي أن تستعيديه برفق الى الجو الأسري الحميم من خلال الأكل معاكي انت
و الأولاد و ان تخرجوا مع بعض في اماكن كنتم تحبوها وان تستعيدوا بعض
ذكريات ايام الخطوبة و بدايات الزواج .
5-من وقت لآخر اعرضي عليه بعض الفتاوى عن حرمة اللي بيشوفه على المواقع
الاباحية و الشات مع البنات.بس يكون بشكل فيه حب و مودة و حرص على دينه و
دنياه. واذا لمستي منه رغبة في الصلاح ممكن تقترحي عليه فصل الانترنت لفترة
أو انكم تشيلوا الكمبيوتر لحد ما يستعيد توازنه و سيطرته على نفسه و يقدر
يرجع لحياته الطبيعية و زوجته و اطفاله و عمله و اصدقاؤه و قبل كل ده يرجع
الى ربه .
ممكن تعملي كل ده بصبر و اخلاص زوجة بتحاول انقاذ زوجها من الضياع و
اسرتها من الانهيار و لكنه ممكن يصر على الاستمرار في السكة اللي ماشي فيها
حتعملي ايه ساعتها ؟
6-هنا بقى ممكن تقولي له انك ممكن تلجئي لطرف خارجي يساعدك ويساعده على
الخروج من الأزمة دي . اقترحي عليه انكم تلجؤوا لأحد المختصين النفسيين او
أحد علماء الدين أو احد الخبراء في المشكلات الزواجية وده حيوفر له
المساعدة في جو من السرية .
واذا رفض ده كمان عرفيه انك ممكن تلجئي لحد من الأقارب اللي بيحترمهم و يقدرهم
اديه مهلة يمكن ده يخليه يعمل حساب معرفة الناس للي بيعمله و يتراجع و لكن
اذا اصر يبقى لا مانع انك فعلا تلجئي لتوسيط حد من الأقارب بس بشروط :
انك تقولي له على كده , و تنقي شخص يتصف بالحكمة و العقل ,و انه يكون في
اطار من السرية عشان ما تفضحيهوش في العائلة و تهتز صورته ساعتها حيحس ان
الفضيحة تمت خلاص و يتمادى اكثر من الأول.
7-خلال كل ده لازم تنتبهي لنفسك و اولادك و بيتك عشان ما يضيعش كل ده و انتي بتحاولي تنقذي زوجك من الغرق.
واحرصي انه يشوف فيكي زوجك المرأة الصالحةالنظيفة العفيفة الطاهرة المخلصة
و ده ينبهه اذا كان باقي عنده مساحة من تدين و التزام و طهارة نفس حيرجع
لك في لحظة يفوق لنفسه فيها و يكتشف قذارة الحياة اللي غرق فيها و انبهر
بيها و يعرف الفرق بين محترفات الدعارة و بين الزوجات الفاضلات العفيفات
المخلصات لبيوتهم و ازواجهم و اولادهم و حتحن نفسه لحياة الفضيلة و النظافة
اللي عرفها قبل كده خلال فترة استقامته.
8-طوال الوقت ما تبطليش الدعاء له في صلاتك بأن يهدي الله قلبه و ينصره
على شهواته و نزواته و ضعف نفسه و تسلط شيطانه عليه . وكمان استغفري من
ذنوبك و طهري حياتك من اي اثم مهما استصغرتيه
9-ممكن يساعدك على تحمل آلام رحلة الانقاذ انك يكون عندك صحبة طيبة تعينك و تدعمك لحد ما تعدي باسرتك لبر الامان
10-لازم تعرفي ان رحلة العلاج من الادمان للزوج تحتاج تخليه عن ادمانه
كمان تحتاج مواصلة مشوار نموه الطبيعي كشخص و نموك كزوجة و انتم الاثنين مع
بعض كزوجين .
و اوعي تفقدي سيطرتك على نفسك بأي صورة من الصور فتضيع كل حاجة
احتفظي بتوازنك عشان تقدري تمشي حياتك . بطلي تماما تتجسسي عليه أو تشوفي
المواقع اللي دخلها عشان ما تدوريش معاه في دائرة التلوث و تفقدي قدرتك على
الانقاذ اللي محتاجها و يحتاجها البيت و الأولاد .
و اعرفي ان أي جهد تبذليه و أي معاناة حتتحمليهامش حتضيع هباء
لا دي في ميزان حسناتك باذن الله و كمان حتقوي قدرتك على المواجهة و الصمود و تدعم مهاراتك الحياتية .
أسأل الله رب العرش العظيم ان يطهر بيوت المسلمين من كل رجس و من كل دنس
و يهدي أزواجنا و يبعد عنهم الفتنة
انه ولي ذلك و القادر عليه