الدراسة أعدتها جامعة «برمنجهام» ببريطانيا، ومضمونها يُعطي إشارة واضحة لأهمية الحوار المباشر بين الزوجين في كلمات صريحة، وظيفتها أن تزيل العديد من العقبات وسوء التفاهم والخلافات والمشاحنات، والتي كثيرا ما تحدث بين الزوجين، وتؤثر على سعادتهما، وقدر التفاهم بينهما!الحكمة والعقل
برأي الدكتور علي بهلول استشاري العلاقات الزوجية أن الخلاف يأتي من اختلاف طبائع الزوجين، ومن الحكمة والعقل ألا يزيد؛ حتى لا يؤثر على الحياة الزوجية بالسلب، خاصة إذا كان الزواج في بدايته، أو يؤثر على الأبناء وصحتهم النفسية فيما بعد، وهذا الأمر يعتبر لدى الكثير من الزوجات الموت الحقيقي!
واللغة الحوارية بكلمات المدح والشكر والإطراء والإعجاب لغة عالمية، يحتاجها الإنسان مهما كانت طبيعته ومهما كان جنسه، يستدرك الدكتور علي بهلول: «من أجل ذلك كان بحث العديد من المهتمين بالشؤون الزوجية على أنه بدون المودة والرحمة والحب والتعاطف المتمثلين في صور حوارية لانتهت الحياة الزوجية، وسيطر عليها الخرس الزوجي، والذي غالبا ما يمهد لمرحلة ما قبل الطلاق».
نحو حب أكثر
«مشادات أقل..حب أكثر» كتاب تتحدث فيه الكاتبة البريطانية «لاورى بوهني» عن تلك الكلمات السحرية التي تنطقها الزوجة فتذيب بها جليد الصمت والمشاحنات، ويتفق الدكتور علي بهلول مع مضمون هذا الكتاب، ويرى أن الأمر لا يختلف كثيرا داخل المجتمع الشرقي؛ والكل يسعى إلى حالة من التفاهم والكثير من الحب، وأن هناك بعض المواقف تستلزم بالفعل كلمات لها مفعول السحر.
يوضحها لنا الدكتور علي بهلول استشاري العلاقات الزوجية، ويتفق بها مع وصايا الكاتبة البريطانية:
تحية الصباح لزوجك مع قبلة على الجبين لها تأثيرها السحري في مواجهة متاعب اليوم؛ فهي تزيد من عمق العلاقة وتأكيدها وتجدد الثقة فيها، كما أنها تزيل العديد من آثار متاعب اليوم السابق، وتفتح صفحة جديدة للعلاقة، حتى ولو شهدت الليلة السابقة مشادة قوية وخلافات حادة تأتي تحية الصباح؛ لتقول الكثير مثل: لننسَ ما فات، علينا الحفاظ على حبنا، الخلاف لا يفسد الود والمودة بيننا.
كما أن استطلاعاً أميركياً للرأي كشف أن 94 % من الأزواج الذين يتبادلون تحية الصباح وصفوا علاقاتهم بأنها ممتازة، في حين أن الذين لا يمارسون هذه العادة الصباحية يصفون علاقتهم بأنها عادية!
تأتي تلك الكلمة المتبادلة بين الطرفين كتقدير واعتراف بالتعب والتضحية الذي يؤديه كل طرف للآخر، والنطق بكلمة «شكرا» تجعل الطرف الآخر يعمد إلى تكرار أفعاله الحميدة؛ مما يجعل الحياة بسيطة، والتعاون متبادلا في غيرها من الأشياء البعيدة عن الإنفاق المادي، وإنما تحتاج إلى إنفاق نفسي ومعنوي.
ويضيف موضحا: إن كثيرا من الزوجات يستخففن بكلمة «شكرًا» أو ما يعادلها كتعبير عن الامتنان والتقدير، ولكنها في الواقع تحمل آثارا اجتماعية، وعلى الأزواج بشكل خاص؛ لأنها تعني الكثير، ولها أثرها التراكمي في الإحساس بالرضا والطمأنينة.
انطقي بها: «سلامتك»، «ألف سلامة»، وإن كان الزوج يحمل عددا من الحقائب فيسرع الطرف الآخر؛ ليعاونه في حملها، فهذا يعد رمزا للمساعدة حتى إن أصر الطرف الآخر على الاحتفاظ بها، وكذلك كلمة: «صحتك مهمة.. اهتم أكثر بها»، أو «عليك بالراحة الآن وأنا من ستتولى شؤونك» مع احتضان بشكل قوي! وسيكون لذلك أثر قوي في النفوس.
وفي دراسة قامت بها الدكتورة «فيرتوون كولمن» نُشرت في المجلة الطبية البريطانية أكدت الباحثة أن الاحتضان –وليس التفاحةـ كل يوم يبعدك عن مراجعة الطبيب ألف يوم، فالاحتضان ليس وقاية فقط، وإنما هو علاج أيضا؛ لهذا نصحت إدارات المستشفيات بتزويد غرفها الخاصة بأسرة مزدوجة بهدف إفساح المجال للأزواج للبقاء إلى جانب زوجاتهم، وذلك لتوفير الحب والحنان والاحتضان؛ للمساعدة على سرعة الشفاء.
وفى تفسير آخر: الاحتضان ينقل الطاقة الإيجابية الموجودة بين الطرفين، ويزيل الطاقة السلبية، ويعمل على إعادة الاتزان.
هنا على الزوجة أن تبادر إلى استخدام العديد من الكلمات تهمس بها في أذن زوجها، تعبر من خلالها عن سعادتها وحبها له، وأنه أفضل وأهم رجل في حياتها والتي تغيرت كثيرا بعد معرفتها به، وعليها أن تتأكد أن لهذه الكلمات مفعول السحر في العلاقة الحميمة بالتحديد، حيثُ تقل الفجوة النفسية، وتجعل رغبة كلا الزوجين هي إرضاء الآخر، فيصبح اللقاء أكثر ودا وتفاهما وثقة بالنفس.
وعلى الرجل أيضًا الحرص على أن يُسمع زوجته ما تحبه من الكلام المعسول، ولا يبخل بشيء مهما كان صغيرًا؛ كل امرأة تتمنى لو يفهم الرجل ما بداخلها من عواطف تتوق إلى التعبير عنها وتبادُلها، فكلمة غزل واحدة قد تكفي يومًا كاملاً؛ لأنها تقوي العواطف بين الزوجين.
في هذه الحالة للكلمات الحانية الرقيقة من جانب الزوجة دور نفسي كبير؛ لتعيد الثقة إلى زوجها، وهو موقف لا يستهان به، وعليها دائما أن تشعره بالحنان وأنها سعيدة بوقوفها بجواره، وأنه قادر على عبور هذه المحنة المؤقتة، وعليها ألا ترهقه بالمطالب، وأن تختصر كل ما تستطيع حذفه من احتياجات المنزل والأبناء؛ حتى لا تزيد من الأزمة، وأن تحاول مساعدته ماديا إن استطاعت.
في هذه المرحلة يجب أن يتوقف الكلام تماما ويحل مكانة الالتزام بالصمت؛ حتى تعبر تلك العاصفة؛ ليبدأ الحوار في مرحلة الهدوء، وهو الوقت المناسب للنقاش. وقتها سوف تختلف ردود الأفعال.
نصائح
يقدمها الدكتور علي بهلول استشاري العلاقات الزوجية والتي تساعد الزوجين في تحقيق تفاهم أكثر ومشادات أقل.
لا تتوقفي عن كلمات الإطراء؛ فالرجل يعتز بها وهي تكسبه الثقة في نفسه.
حاولي الإشارة أمام الأهل والأصدقاء إلى أهمية دور زوجك في حياتك ومشاركته لك، حتى وإن كانت بسيطة.
أنصتي لزوجك وهو يتحدث، واستمعي لحواره باهتمام ولا تقاطعيه؛ فالرجال يحبون الأحاديث كالنساء! وعلى الزوج –أيضا- أن يصغي جيدا لحديث زوجته، فالإصغاء أهم مجاملة يمكن أن تمنحها لها؛ تعطيها الإحساس بأنك مهتم بها، وبأدق تفاصيل حياتها، ويتولد إحساس عميق من التفاهم والتقارب بينكما وتتولد بعدها الرغبة في المشاركة وتبادل الحوار.
احترام الزوجة وتقديرها من أهم الأمور التي تسعد المرأة، وتساعد على تقليل الفجوة النفسية، وبدونها تشعر المرأة بالانكسار والمهانة فتتغير معاملتها مع زوجها